المقتطف المصري ملتقى شباب المؤرخين العرب
الصديق العزيز نرجو منك الانضمام إلى أسرتنا، ننتظر تسجيلك
المقتطف المصري ملتقى شباب المؤرخين العرب
الصديق العزيز نرجو منك الانضمام إلى أسرتنا، ننتظر تسجيلك
المقتطف المصري ملتقى شباب المؤرخين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المقتطف المصري ملتقى شباب المؤرخين العرب

نحترم كافة الآراء ولا نقيدها - المقتطف المصري - دعوة لاحترام الرأي الآخر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
|||::--:Neutral|| ندعوكم مثقفي العرب ومؤرخي أمتنا إلى المساهمة في إثراء منتدى المقتطف المصري بمقالاتكم التاريخية التي بالتأكيد ستزيد من قيمة المنتدى
|||::--:Neutral|| كما ندعوكم للكتابة في مجلة المقتطف المصري الإليكترونية ملتقى شباب المؤرخين العرب
|||::--:Neutral|| تحيات إدارة المقتطف المصري بقضاء وقت ممتع على صفحات منتدانا ويسعدنا استقبال مقترحاتك

 

 مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Basem Men-nefer

Basem Men-nefer



مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الأولى   مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الأولى I_icon_minitimeالجمعة 10 أبريل 2009, 9:45 pm

مدينـة منــف القديمـة في العصـر المسـيحي
الحلقة الأولى

إذا أردنا معرفة أحوال منف في الفترة المقاربة من أفولها، وتحديداً في العصر المسيحي المعروف في التاريخ باسم العصر البيزنطي، فيمكننا أن نعرف أحوالها من واقع النصوص الكنسية المتوافرة لدينا، خاصة نصوص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية المعروفة في المصادر بالكرسي المرقسي السكندري. فتمدنا تلك المصادر بترجمة حياة أخر الشخصيات والعائلات المنفية، فنعرف عن عائلة منفيـة من نهايات القرن الرابع وبدايات القرن الخامس الميلاديين، منها شخص يدعى "ثيوفيلس" سيصبح فيما بعد البابا الثالث والعشرين من باباوات الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية، وصدامه مع بطريرك القسطنطينية "يوحنا ذهبي الفم" ، ومصادقته لأسقف المدن الخمس الغربية في شمال أفريقيا، وعلاقته الطيبة بالإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الأول الكبير 379-395م، واستصدار ثيوفيلس أمراً من الإمبراطور بتحويل المعابد الوثنية إلى كنائس مسيحية. وبالمثل تذكر النصوص الكنسية أخته التي ستصبح أماً لأحد أعظم الشخصيات التي قادت الكنيسة المصرية، وهو "كيرلس الكبير" الذي حمل لواء الأرثوذكسية، وقادها في خِضمّ الأعاصير والأنواء؛ التي تعرضت لها إبان تلك الفترة . وهاك تلك النصوص والتعليق عليها:
" عاش في القرن الرابع الميلادي بمنف ، رجل غني هو وامرأته وابنه وابنته . وكان الرجل وزوجته يخافان الله فعَمِلا على غرس التعاليم المسيحية فيهما منذ نعومة أظافرهما . وكان لديهما إذ ذاك مربية حبشية أمينة تحب الطفلين وتحنو عليهما، وقد تشبعت هي أيضاً بالتعاليم المسيحية، وأخذت تغرسها في قلب كل من الطفلين . وعندما أحسا الزوجان أنهما على وشك الانتقال من هذا العالم والرحيل إلى عالم الخلود ، تاركين ولداهما وهما لا يزالا في سن الطفولة ، ناديا الزوجان على المربية الحبشية، واستودعاها طفليهما ضارعين إليها حتى توجه عناية خاصة إلى تربيتهما التربية المسيحية الحقة "

ومن هذا المقطع من النصوص الكنسية نستشف أن منف حتى العصر البيزنطي في القرن الرابع الميلادي، كانت لا تزال زاهرة، يقطنها الأغنياء، ويعيش فيها العديد من الخدم والعبيد من أجناس مختلفة، وتحديداً في هذه القصة: العنصر الحبشي (الزنجي) ممثلاً في تلك المربية الحبشية التي كانت تخدم لديهم. كما نستشف منه أيضاً أن المسيحية كانت منتشرة بين طبقة الأغنياء المنفية، وأنها انتشرت أيضاً بين عوام منف وطبقتها السفلى؛ بالدرجة التي معها يتضرعا الوالدان لتلك المربية الحبشية ويستودعها طفليهما عند إحساسهما بقرب أجلهما وانتقالهما إلى عالم الخلود الأبدي، معتمدين عليها في تربية طفليهما (الابن/الابنة) تربيةً مسيحية حقة، سواء كان طوال حياة الوالدين -عندما أخذت تغرس في الطفلين التعاليم المسيحية- أو حتى بعد موتهما.

ومنه أيضاً نستشف مدى تغلغل المسيحية، وتعاليمها وروحانياتها في مجتمع منف، بالدرجة التي لم تفرق فيها بين الطبقات من سادة وخدم، فكان التعامل بينهم ملئه المساواة والإنسانية. وبالرغم من أن القانون الروماني ظل يعتبر الخدم والعبيد فاقدي الأهلية والقدرة على التصرف، إلا أننا نرى مدى ما تمتعت به تلك المربية الحبشية من حرية وسهولة في الانتقال والسفر إلى الإسكندرية بعد توفي الوالدين؛ بالدرجة التي تتحدث عنها النصوص الكنسية قائلةً:
" ولما انتقل الوالدان إلى دار الخلود ، رأت المربية الحبشية أن تأخذ الولدين إلى الإسكندرية – فكان ذهابها لهذه العاصمة الكبرى دليلاً على عناية الآب السماوي باليتامى وأنه لا ينسى الرضيع ولو نسيته أمه ".
ثم تُكمِل النصوص قصة الطفلين؛ أنه عندما ذهبت المربية الحبشية بالطفلين إلى الإسكندرية، أخذتهما للصلاة في كنيسة السيدة العذراء التي كان قد بناها البابا الإسكندري السادس عشر، وكما ترى تلك النصوص الكنسية أن العناية الإلهية قد تجلت في أن الأنبا أثناسيوس الرسولي المدافع عن الإيمان الصحيح ضد البدعة الآريوسية عندما كان يؤدي شعائر القداس يوم أن أخذتهما للكنسية، لاحظ بنظرته الثاقبة هذه المربية الحبشية ومعها طفلان بدا له أنهما ليسا ولديها، فبعث لها أحد الشمامسة يستبقيها بعد القداس ليستفهم منها عن شخصيتها وشخصية الطفلين اللذين معها، فعرف منها حقيقة الأمور، وتكمل النصوص الكنسية:
" وجعل الأنبا أثناسيوس الرسولي .. هذين الولدين "ثيوفيلس وشقيقته" تحت رعايته الخاصة. وهكذا كان انتقال والدي ثيوفيلس فرصة لتهيئته روحياً ، حتى يكون فيما بعد خليفة للقديس مرقس . أما شقيقته فنالت هي الأخرى نصيبها من التربية الروحية ، فأصبحت أماً لكيرلس الكبير الذي حمل لواء الأرثوذكسية وكان من أعظم الشخصيات التي قادت الكنيسة المصرية رغم الأعاصير والأنواء ".
وفي هذا المقطع، نرى أن عناية البابا "أثناسيوس" بـ "ثيوفيلس" المنفي الأصل ستؤهله فيما بعد ليصبح البابا الـ23 من باباوات الإسكندرية والكنيسة المصرية الأرثوذكسية. كما يوضح هذا المقطع أن "كيرلس الكبير" هو منفي الأصل من جهة أمه شقيقة البابا الثالث والعشرين "ثيوفيلس".

أما في البند 448، فنرى قدرات ثيوفيلس ومهاراته وتدرجه الوظيفي، ومن الباباوات السكندريين عاصرهم:
" أما ثيوفيلس فقد انضم إلى جمهرة المتتلمذين للبابا أثناسيوس ، ولما كان الله قد حبا ثيوفيلس ذكاء متوقداً ، فقد تشبع بجميع مزايا معلمه العظيم ، ونشأ متعمقاً في العلوم الفلسفية والرياضية . ولما وجد أثناسيوس أن ثيوفيلس يجمع بين ما وهبه الله من قريحة وقادة ، والمقدرة الممتازة في الإدارة ؛ ضمه إلى سكرتاريته ثم رسمه قساً . فظل في خدمة المذبح مدى بابوية كل من أثناسيوس ، وبطرس الثاني ، وتيموثيوس الأول . وكان لخدمته أبعد الأثر ، لأنه تمكن خلالها من أن يكتسب قلوب الإسكندريين ".

ويكمل البند 449؛ عن سنة اعتلاءه للكرسي المرقسي السكندري وبابويته في سنة 376م طبقاً للتأريخ الميلادي الشرقي أو سنة 384م طبقاً للتأريخ الميلادي الغربي ، وسبب اختيار الشعب له، وبالطبع فالمنفيون سكان بلده هم أولى الناس وأسرعهم إلى انتخابه واختياره باباً عليهم، فخراً به وبمواطنته المنفية ولأنه يمثل رمزاً من رموز مدينتهم الشامخة دائماً "منف" ، فأوردت النصوص الكنسية قائلةً:
"فلما انتقل الأنبا تيموثيوس الأول إلى بيعة الأبكار سنة 376م، أجمع الإكليروس والشعب على انتخاب ثيوفيلس خليفةً لباباهم الراحل، لأنه ضمن تلاميذ أثناسيوس العظيم، إلى جانب ما عرفوه عنه من الحكمة ودقة الفراسة، واستظهار الكتب الإلهية، والمقدرة على تفسيرها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الثانية
» مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الثالثة
» مدينة منف القديمة في العصر المسيحي، الحلقة الرابعة
» المعبود سوبك في مدينة منف القديمة - عرض شامل ملخص لدراستين سابقتين
» القدس في السياسة الصهيونية بعد الاحتلال - الحلقة الأولى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المقتطف المصري ملتقى شباب المؤرخين العرب :: منتديات تاريخ العالم القديم :: منتدى التاريخ اليوناني الروماني-
انتقل الى: